فاز نادي الزمالك بالكأس القديم، المؤجل من العام الماضي، في ظاهرة لا تتكرر كثيرا إلا في مصر، لدرجة أن الأندية تلعب مباريات الكأس، واحدة في القديم وأخرى في الجديد، في واحدة من عجائب كرة القدم في مصر فقط، لكن في النهاية، فاز الزمالك وكان يستحق الفوز لما قدمه في الشوط الأول العالمي، وفاز أيضا لأنه كافح في هذه البطولة منذ العام الماضي وكان يمكن أن تكون سببا في خسارته لقب الدوري العام.
أتذكر أن الزمالك لعب في دور الثمانية في هذه الكأس العام الماضي في مباراة وضعت له لكي يكون متساو مع الأهلي في عدد المباريات التي يلعبها، وكانت سببا في خسارته لأكثر من لاعب، ثم خسر نقطتين عندما لعب مع الجونة في الدوري بعدها بأيام، ثم مات الكلام عن هذه البطولة، ولولا خروج مصر من تصفيات كأس العالم ما اكتملت، لكن البطولة ذهبت لمن يستحق.
الأهلي، كان في الشوط الأول فريقا آخر غير الأهلي الذي نعرفه، ولو استغل لاعبو الزمالك الفرص السهلة التي أتيحت لهم لحققوا نتيجة تاريخية كان من الممكن تسجيل خمسة أهداف على أقل تقدير، ومع ذلك نزل الأهلي في الشوط الثاني، بصورة مختلفة تماما، لم يستمر توترهم وتراجعهم الرهيب في الشوط الأول، بل حاصروا فريق نادي الزمالك في ملعبة منذ بداية الشوط، واعتقد أن لاعبيه لم يكن لديهم خطة تقول كيف يصلون إلى مرمى الزمالك، وكان المحاولات كلها فردية أو من خلال ما لدى اللاعبين من خبرة.
ما زالت غير مقتنع تماما بوجود سواريز مدربا للنادي الأهلي الكبير، ووجوده مديرا فنيا للأهلي مغامرة كبيرة للغاية، إن لم تنجح سوف تتحمل إدارة النادي نتائجها بمفردها، لأن النادي الأهلي الكبير لا بد أن يكون لديه مدرب كبير، فإذا كانت هذه هي سياسة النادي في اللاعبين، من خلال إعارة اللاعبين الصغار لأندية أخرى لاكتساب الخبرة في المباريات ثم يعودون وقد وصلوا للمستوى الذي يؤهلهم للعب للأهلي.
فهل نفعل ذلك مع اللاعبين، ثم نغامر بمدرب ليس له تاريخ على الإطلاق لا في الفوز بالبطولات ولا لديه أية دلائل تشير إلى موهبة فذة وقدرة لم تظهر بعد في المباريات، ثم نقول إننا نتعاقد مع مدرب جعان كورة ويريد أن يفعل لنفسه تاريخا، لا أعتقد أن التجربة تليق بالأهلي الكبير، ورغم أن الكثيرين لا يحملون سواريز مسؤولية الخسائر الأخيرة، إلا أنه يتحمل الجزء الذي يخصه.
رغم الحديث عن دعم المدرب إلا أن النتائج لو استمرت في خسارة النقاط خلال المباريات القادمة وتراجع أمل الأهلي في الدوري سوف تتم التضحية بالرجل دون النظر إلى فلسفة التعاقد معه، لكن الادرة أيضا ستكون المسؤولة عن الخسائر أمام جماهير النادي، ولن يغفر لها حسن النوايا والابتكار في التفكير، وخسارة الكأس اليوم أمام نادي الزمالك، تضع أول قدم لـسواريز داخل مطار القاهرة.
نعود إلى فوز نادي الزمالك، الذي يمثل نصفه بمفرده البروفيسور فيريرا، لان الرجل استلم فريق أقل ما يوصف به أنه بقايا فريق، محروم من الصفقات من عامين، وما لديه من لاعبين تم استنفاذهم تماما، ليس لديه بدائل يمكن الاعتماد عليهم، رحل عنه أفضل عدد من اللاعبين الأساسيين، ومع ذلك استطاع أن يوقف الفريق على قدميه، ويسير به خطوة خطوة، حتى اعتلى صدارة الدوري في مفاجأة لجماهير الزمالك قبل جماهير المنافسين.
الزملكاوية كانوا متأكدين أن الفريق سوف يخرج من هذا الموسم دون أي بطولة، بل إنه مرشح للخروج من المربع الذهبي في الدوري العام، خاصة في الأيام الأخيرة لكارتيرون وبداية فترة فيريرا، لكن فيريرا، كان له رأي آخر، وخبرة مختلفة وإصرار غريب، وجاء بفريق نادي الزمالك من بعيد جدا، حتى وقف اليوم على منصة التتويج، وحمل كأس مصر، وصنع فريقا لأول مرة من سنوات طويلة يلعب على الأهلي كما فعل في الشوط الأول خصوصا، لذلك فإن الفوز والنصر والكأس نصفها لفيريرا وحده.
بالمواعيد مباريات نادي الزمالك المتبقية له في مسابقة الدوري
الإدارة بكل أفرادها، واللاعبون جميعا، وإصرارهم وروحهم التي بثها فيهم فيريرا، استطاعوا أن يكتبوا تاريخا جديدا لهم، وأن يسعدوا جماهيرهم، بأقل الإمكانيات، وفي ظل وجود اللاعبين الشباب الذين أثبتوا كفاءة كبيرة عوضت غياب النجوم وبعض الأساسيين، إلا أن أكبر وأهم عنصر يضاف إلى ذلك وكان سببا في فوز الزمالك بالكأس، وثبات مستواه في الدوري هو تراجع الأهلي وخسائره المتتالية في الدوري، وعدم ثبات التشكيل رغم ما لديه من ترسانة من اللاعبين الكبار.
أحسنت النشر وفعلا ما قلته بالنص