التغيرات المناخية تكشر عن أنيابها.. حرائق وموجات حرارة غير مسبوقة تجتاح أوروبا

بات حتما على قمة المناخ العالمية المقرر عقدها في شرم الشيخ نوفمبر القادم  اتخاذ اجراءات حازمة وخطوات تنفيذية من أجل إنقاذ البشرية من مخاطر التغيرات المناخية والتهديدات التي باتت واضحة للعيان من أثر ارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري الذي يقترب من 1.5 درجة مئوية.

فبينما تجري مصر استعداداتها على قدم وساق لاستقبال هذا الحدث العالمي، يشهد العالم موجات غير مسبوقة من الارتفاع في درجات الحرارة وموجة من الحرائق التي تجتاح عدة دول أوروبية في إعلان واضح للطبيعة عن غضبها من تأثير ما فعله الإنسان بها من استخدامات غير رشيدة للوقود الأحفوري وتزايد انبعاثات الغازات الدفيئة.

خلال الأيام القليلة الماضية اشتعلت الحرائق في جنوب أوروبا من البرتغال إلى أسبانيا وفرنسا وإيطاليا،  حيث يكافح رجال الآلاف من  الإطفاء للسيطرة على حرائق الغابات في إسبانيا والبرتغال وجنوب غربي فرنسا بعد إندلاع الحرائق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

شهدت فرنسا ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة بلغت حوالي 40 درجة مئوية ومن المتوقع أن تزيد عن 40 درجة، ويتكرر الأمر في عدد كبير من دول أوروبا، وأصبحت موجات الحرارة أكثر كثافة وتستمر لفترة أطول بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان، فقد ارتفعت درجات حرارة العالم بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي، ومن المتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الإرتفاع ما لم يتخذ العالم خطوات جادة وتنفيذية نحو خفض الإنبعاثات والتقليل من درجات حرارة الأرض ومحاولة التكيف  مع الإرتفاعات الحالية في درجات الحرارة و  تمويل الدول المتقدمة لإجراءات التكيف والتخفيف وسداد الفاتورة المطلوبة منها تجاه الدول النامية والأكثر تضررا من التغيرات المناخية،و هو الأمر المنتظر الخروج به من مؤتمر شرم الشيخ القادم.

فقد سجلت قارة أوروبا خلال الأيام الجارية ثاني أعلى ارتفاع حراري مسجل في التاريخ هذه الأيام، وكان من النادر أن تحصل الأقمار الصناعية على منظر خالي تماما من السحب لأوروبا بأكملها، ولكن هاهي الأقمار الصناعية تلتقط اليوم صورة للقارة الأوروبية خالية من السحب في حدث نادر غير مسبوق. بل ويحدث لأول مرة في تاريخها أن تصل درجة الحرارة  40 درجة مئوية بمدينة لندن في بريطانيا وعدد من دول أوروبا.

فقد تكون درجات الحرارة غير المسبوقة التي تشهدها الكرة الأرضية خلال الأيام الجارية وخاصة في أوروبا جرس إنذار قوي تستمع اليه دول العالم المتقدم للوفاء بالتزاماتها المادية والفنية تجاة قضية التغيرات المناخية، تلك القضية العالمية التي تهدد البشرية ولا تعرف حدودا سياسية أو حواجز أمنية.