ليتني أحلق كالعصفور

صورة 1

محمد إبراهيم: يكتب

انظر إلى سماء الدنيا لأجد حياة أخرى مختلفة، حياة تمتلئ بأصوات الفرح والسرور، مثل موسيقى هادئة ترح قلوب البشر، عصفور يحلق حرا طليقا ليبعث روح الأمل في حياتنا، ف- سبحان الله- تعالي، وكأن حياة السماء سخرها الله لسعادة بني الإنسان في الأرض، عندما أنظر إلى الطير في جوي السماء وهو ينطلق، ولا يستطيع أحد أن يقبضه إلا الله، أتمنى أن أحلق معهم كعصفور حتى أنظر إلى مسرح الحياة من الأعلى، يا لها من نعمة ومتعة يعيشها العصفور، ولكن على الرغم من أنه عصفور ما سلم من أيدي البشر الغادرة، وحقدهم حتى على أنفسهم ما سلم الطير في السماء فما بالك بالناس على الأرض، حقا كمْ أتمنى أن أعيش واحلق كالعصفور، نظيف القلب طاهر اليد، احلق في أرض الحياة حتى يشعر الآخرون بالسعادة.

حقا لا ريب أن لنا في الطير لموعظة وأية، وإن لم يكن كذلك ما تمنيت أن أكون محلقا كالعصفور.

فهيا بنا لنغرد بدعوى المحبة والأمل في الحياة مثل العصفور، هيا لنغرد بنشر دعوى الحب والإخلاص في الأرض مثل العصفور في السماء.

هيا بنا لنغرد بصوت حنين الصدق كالعصفور، ولنا في طير السماء حكم لنتعلمها ومنها، أيضا حسن التوكل على الله تعالى، واليقين بالله أنه سيرزقك مثل الطير، مصداقا لقول النبي

– صلى الله عليه وسلم-.

حديث عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطينا.

يا له من فضل وتكريم للطير، أن يضرب الله به مثالا ليعلم بنو الإنسان حسن التوكل الله في الرزق، وما كان الإنسان مطالبا إلا بالسعي للعمل فقط واليقين بالله، فإن كان الطير يعلم الإنسان حسن التوكل على الله، فكمْ أتمنى أن أكون محلقا كالعصفور في جوي الأرض.

كمْ أتمنى أن أصبح مصباحا ينير قلوب الناس، كالعصفور بالفرح والسرور.

فيا كل إنسان يعيش على أرض الحياة دون أمل، يا كل إنسان يعيش على أرض الحياة لنشر الحقد والغل بين الناس، انظروا إلى سماء الطير، وانشروا في قلوبكم وقلوب الناس تراتيل الأمل، والصدق، والمحبة، والإخلاص، هيا لننشر الحق ونقضي على الظلم، هيا لنعد جيلا سويا، مثقفا، متحضرا، ينبهر العالم الإسلامي، والعربي، والغربي به، هيا لنشيد أمجادنا كالعصفور الذي يبني العش الذي يعيش فيه، فلا يستطيع أحد أن يكون في حياة كريمة دون تأسيس وتخطيط لها ووضع خارطة طريق من أجل أن لا يضل ويفشل، هيا بنا لنأسيس الأسر العربية كالطيور المغردة، تربي وتعلم وتزرع القيم الأخلاقية والعادات المجتمعية في أبنائها، فالطير مجتمع مثل مجتمع بني الإنسان، له قوانين وقواعد وأسس يتبعها ولا يصح الخروج عنها.

هيا يا معشر البشر، لنتعلم من حياة السماء لنطبقها في حياة الأرض، ما رأينا فيها طيرا يعتدي على عش طير آخر، ما رأينا فيها طيرا يطمع في زوجة طير آخر، ما رأينا فيها سرقة قوت الصغار، وسفك دماء الكبار، ولنا في حياة السماء عبرة وآية، فهيا لنغير من حالنا وننشر المحبة والأمن في مجتمع الأرض مثل طير السماء. نعيش ونحلق كالعصفور، وكما قال الشاعر.

لقد علمتني الطيور أنغامًا لا يختلف على حلها اثنان، ولغة لا يفهمها إلا القليل من الناس، كمْ أثراني جمالها، وكمْ أطربتني أصواتها، وكمْ أيقظتني من رقادي، ما أجمل وأفضل تلك الأناشيد، ما أجمل وأفضل ذلك الصباح الذي نستيقظ فيه والأمل يملأ قلوبنا، والإيمان يعطر أوقاتنا. * رحم الله زمن الطيور الجميلة، الذي خلف وراءها قلبًا متعبًا يحن إلى الصبا، يحن إلى زمن البراءة، يحن إلى تلك الليالي الخوالي، يحن إلى البساطة، يحن إلى النغم الأصيل، يحن إلى أعزاء رحلوا وتركوه يكتوي بنار فراقهم ويتحسر على أخلاقهم ومبادئهم.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.