يفترض أنها حدوته شخصية، مثل كل حواديت الفنانين والممثلين التي لا تنتهي، على اعتبار أن حياتهم الشخصية ملك للجمهور، وسواء سمحوا بذلك أم لا، فإن الإعلام ونهم الحصول على كل تفاصيل حياتهم لا يخفي شيئا، ولا يترك لهم مجالا للتنفيس، ودائما وأبدا ضيف ثقيل على حياتهم الخاصة والعامة، لكن مع حكاية آمال ماهر خصوصا، تطور الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك.
ربما يكون تاريخ آمال ماهر، سببا مباشرا لما حدث من قلق جماهيري عليها وعلى سلامتها، حيث سبق وانتشرت أخبارا كثيرة، تتحدث عن خلافا كبيرا وقع بينها وبين زوجها، تطور إلى أن وصل الأمر إلى أقسام الشرطة والمحاضر الرسمية، ثم انتهى هذا الفصل الدرامي من حياتها، وأغلقت المحاضر، وعادت المياه إلى مجاريها، ثم انقطعت مرة أخرى.
آمال ماهر، حاولت أكثر من مرة الاستعانة بالإعلام في مشاكلها الخاصة، بصرف النظر عن أسبابها التي نعلمها والتي لا نعرفها، وحاولت كثيرا الاستقواء بالجمهور من خلال نشر أخبار أزماتها، فقد سبق وأعلنت أنها مضطهدة لدرجة غلق قناتها على الإنترنت، وأنها محرومة من ظهور أغانيها وأعمالها على مختلف القنوات التلفزيونية.
وإعلان آخر، أنها على وشك إصدار ألبوم غنائي جديد، عربون صلح وعودة العلاقات الأسرية مرة أخرى، ثم يتكرر السيناريو بنهاية غير سعيدة مع كل تطور في حياتها، فلا هي اتخذت قرارا بالبعد التام مادام الأمر غير مستقر ولا يناسبها، ولا هي استمرت وتأقلمت مع حياتها، ربما تكون فعلت الكثير من ذلك وهي غير راضية، وربما كان كل شيء بموافقتها.
ما يخرج للإعلام عن آمال ماهر اللقطات النهائية لأزماتها ومشاكلها، أو لقطة الصلح وعودة العلاقات، أما التفاصيل فهي إما مجهولة، أو لم يصرح بها أحد، إضافة إلى أنها دائما ما تلجأ إلى القرارات الدرامية، مثلما حدث وأعلنت منذ عام تقريبا أنها اعتزلت الفن تماما، لتحدث بذلك لغطا كبيرا حول الأسباب التي لم تتطرق إليها، مما زاد من المناخ الضبابي حولها وحول ما يحدث لها.
جرائم القتل الأخيرة سواء ما حدث لفتاة المنصورة نيرة أشرف وما حدث مع المذيعة شيماء جمال، دعا بعض من جمهورها الكتابة عن اختفائها والقلق على سلامتها، وبناء عليه تحركت نقابة المهن الموسيقية، وأعلنت الفنانة نادية مصطفى أنها تواصلت مع شقيق والدة آمال ماهر، وطمنوها عليها وأنها بخير وتعيش حياة طبيعية، وطالبت أن يكف الناس عن الكتابة عنها.
أول بيان من نقابة المهن الموسيقية بخصوص آمال ماهر
كل ذلك زاد من قلق السوشيال ميديا، وارتفعت وتيرة، الشعور العام حول مصيرها وكأننا نعيش في موسم قتل النساء، حتى خرجت اليوم آمال ماهر في فيديو قصير، هنأت المصريين بمناسبة 30 يونيو، وأكدت أنها بخير بعد إصابتها بفيروس كورونا الذي منعها من الظهور خلال الفترة الأخيرة، وعموما لو كنت مسؤولا في أي موقع لدفعتها للظهور منذ فترة، لأن المناخ العام لا يتحمل المزيد.
الأغرب، أن السوشيال ميديا مصرة على أن من ظهرت ليست أمال ماهر، وأنها أكثر نحافة، وجهها ليس طبيعيا، باختصار هناك من يريد أن يظل الأمر ملئ بالإثارة، وبالتالي نعيش معه باقي حلقات المسلسل الذي لا ينتهي، وبعدما كان الهدف هو الاطمئنان على آمال ماهر، يشككون الآن في سلامتها، ويتوقعون الشر لها لاستمرار المسرحية التي يحرصون عليها.
