اعتبارا من 8 يونية وحتى 7 يوليو المقبل يحل علينا شهر “بؤونة” الشهير وهو الشهر العاشر من الشهور القبطية، وعددها 12 شهرا، وهي المكونة للتقويم القبطي المصري القديم قبل التقويمين الميلادي والهجريي.
يأتي شهر بؤونة بين شهري بشنس وأبيب. يتميز بؤونة بالإرتفاع الشديد في درجات الحرارة حتى أن الأمثال الشعبية خرجت تتحدث عن هذه الظاهرة مثل “بؤونة تكتر فيه الحرارة الملعونة” و” بؤونة اللي نشف الميه في الماعونة” يشير الي تبخر المياه من شدة ارتفاع درجات الحرارة.
يأتي بؤونه وكأنه متفقا مع ظاهرة التغيرات المناخية العالمية التي تشهد سخونة وتأثيرا بالغا على ظواهر مناخية عديدة على مستوى العالم، بفعل تصاعد غازات الاحتباس الحراري ونشاط المصانع واستهلاك الطاقة التقليدية، ومتوقع ان ترتفع درجات الحرارة أكثر في الأعوام القادمة. والغريب أنه رغم التغيرات المناخية العالمية إلا أن لكل شهر من الشهور القبطية رمزا لجو خاص أو ظاهرة مناخية ثابته لا تتغير بمرور السنين، وهي التي على أساسها ينظم الفلاح المصري الدورة الزراعية، وهو ما يحير العلماء حتى الآن.
يعود اسم بؤونة الى كلمة”بايني” بالقبطي، وأصلها بالهيروغليفية” با أوني”، وإسمه مشتق من اسم إله المعادن عند المصريين القدماء الإله”خنتي” أحد أسماءحورس أو الشمس، لأن فيه تستوي المعادن والأحجار الكريمة بسبب شدة الحرارةلذلك يسميه العامة”بؤونة الحجر”.
و في شهر بؤونة ينضج محاصيل مثل التين والعنب الفيوميو الخوخ الزهريو الكمثرىو القتاء والبلح والتوت الأسود، كما تشتد فيه حاجة الحاصلات الصيفية إلى الري المتقارب، وقد تهب رياح حارة تسبب ضرر لبعض المحاصيل مثل القطن والأرز.