وعد الله سبحانه وتعإلى الشهداء من النعيم ما لا يحصى ولا يعد وجعلهم في أعلى المنازل في الأخرة مع الصدقيين والنبيين ونزلت في القران الكريم أيات عظيمة تخبرنا بما أعد الله للشهداء من النعيم ولكن هل تعرف سبب نزول هذه الأيات ومن الصحابي الجليل الذي تسبب في إخبارنا بهذه الدرجات العظيمة كما أخبرنا بذلك وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم !
الأيات الكريمة هي قوله تعإلى:{ولا تَحْسَبنّ الذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللهِ أمْواتاً بل أحْياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرْزَقُون * فَرِحينَ بِمَا أتَاهُم الله مِن فَضْلِه ويَسْتَبْشِرون بالذين لمْ يَلحَقُوا بِهم مِن خَلفِهم ألا خَوْف عليهم ولا هُم يَحْزَنُون}.. [آل عمران: 169-170].
إن الصحابي الذي تسبب في نزول هذه الأيات العظيمة هو عبد الله بن حرام رضي الله عنه وأرضاه والد الصحابي المعروف جابر بن عبد الله وكان سيدنا عبد الله من المجاهدين السابقين في الإسلام وقد شهد بيعة العقبة وجعله الرسول عليه الصلاة والسلام نقيبا على أهله من بني سلمة وكذلك شهد رضي الله عنه غزة بدر ولقى الله تعإلى شهيدا في غزوة أحد لتجري معه بعد شهادته هذه القصة الرائعة والتي يذكرها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم إخبارا عن الغيب.
فقال رسول الله عليه وآله وسلم لأبنه جابر الذي يروي الحديث قال: “لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “يا جابر، ألا أخبرك ما قال الله – عز وجل- لأبيك؟ قلت: بلى، قال: “ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحًا، فقال: يا عبدي، تمن عليَّ أعطك، قال: تحييني، فأقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: يا رب، فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة فأنزل الله – عز وجل – هذه الآية: {ولا تَحْسَبنّ الذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللهِ أمْواتاً بل أحْياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرْزَقُون * فَرِحينَ بِمَا أتَاهُم الله مِن فَضْلِه ويَسْتَبْشِرون بالذين لمْ يَلحَقُوا بِهم مِن خَلفِهم ألا خَوْف عليهم ولا هُم يَحْزَنُون}.. [آل عمران: 169-170].
هذا هو الصحابي الذي تمنى العودة لدنيانا لا لشيء سوى أن يموت مرات ومرات في سبيل الله مما وجده من عظيم الأجر وجزيل الثواب فهل من مشمر لجنة عرضها السماوات والأرض فيها من العطايا والهبات ما لا نستطيع بعقولنا إدراكه أم تتخطفنا الشياطين فيكون مصيرنا إلى النار.!
