كولومبو، سريلانكا (أسوشيتد برس)
بعد أن فُرضت حالة الطوارئ على البلاد يوم الثلاثاء، منحت السلطات للقوات العسكرية السريلانكية، وألقت الشرطة القبض على 40 مشتبهاً فيهم، بما في ذلك سائق سيارة زُعم أن مفجرين انتحاريين « ضالعين في تفجيرات عيد الفصح القاتل » و« مالك السيارة » من منزل يعيش فيه بعضهم، حسب ما قال المسؤولون.
أعطى رئيس سريلانكا للجيش سُلطات أوسع لاحتجاز واعتقال المشتبه بهم، وهي نفس السلطات التي اُستخدمت خلال الحرب الأهلية التي استمرت 26 عامًا لكنها سُحبت منهم عندما انتهت الحرب في عام 2009.
وقال المتحدث باسم الشرطة روان جوناسيكارا إن عدد القتلى في هجمات يوم الأحد ارتفع إلى 310.
أعلن الرئيس « مايثريبالا سيريسينا » يوم الثلاثاء هو يوم حداد.
تعتزم السلطات السريلانكية إطلاع الدبلوماسيين الأجانب وتلقي المساعدة من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات أخرى لجمع المعلومات بعد أن كشف المسؤولون يوم الإثنين عن تلقي تحذيرات قبل أسابيع من احتمال حدوث هجوم من قبل جماعة إسلامية متطرفة ينحى عليها باللائمة في سفك الدماء.
وكانت الهجمات الستة المتزامنة على ثلاث كنائس وثلاثة فنادق فاخرة وثلاثة انفجارات ذات صلة في وقت لاحق يوم الأحد من أشد أعمال عنف في الدولة الواقعة في جنوب آسيا.
منعت الحكومة معظم وسائل التواصل الاجتماعي للحد من المعلومات الخاطئة، وتم رفع حظر التجول على مستوى البلاد، ظلت شوارع وسط « كولومبو »، مهجورة وأغلقت المتاجر بينما كان الجنود المسلحون يحرسون.
وقال رئيس الوزراء « رانيل ويكريميسينجه » إنه يخشى من أن تطلق المذبحة العنان لعدم الاستقرار وتعهد “بتكليف جميع السلطات اللازمة مع قوات الدفاع” بالعمل ضد المسؤولين عنها.
في إشارة إلى التوترات، تسببت ثلاثة انفجارات في حالة من الذعر ولكن لم تقع إصابات فيما يبدو، حيث كانت الشرطة تنزع فتيل القنابل داخل سيارة كانت متوقفة بالقرب من إحدى الكنائس المنكوبة.
وفي الوقت نفسه تم اكتشاف العشرات من المفجرين بالقرب من مستودع الحافلات الرئيسي في كولومبو، لكن المسؤولين امتنعوا عن ذكر ما إذا كانوا على صلة بالهجمات.
سبّب إغلاق وسائل التواصل الاجتماعي في حدوث الفوضى وأدي إلى عدم طمأنة السكان والزوار بأن الخطر قد تلاشى.
وكانت قد حذرت وكالات الاستخبارات الدولية من أن جماعة تُسمى « توفيك جامات الوطنية » كانت تخطط لشن هجمات، لكن يبدو أن المعلومة لم تصل إلى مكتب رئيس الوزراء إلا بعد المذبحة، مما فضح الاضطرابات السياسية المستمرة في أعلى مستويات الحكومة السريلانكية.
وقال وزير الصحة « راجيا سينا رأتني » إن التحذيرات بدأت في 4 أبريل، وكتبت وزارة الدفاع إلى قائد الشرطة بمعلومات تتضمن اسم الجماعة، وكتبت الشرطة 11 أبريل / نيسان لرؤساء أمن الجهاز القضائي وقسم الأمن الدبلوماسي.
كان الرئيس « مايثريبالا سيريسينا »، الذي خارج البلاد يوم الأحد الذي حدثت فية المأساة، وكان قد أطاح برئيس الوزراء « رانيل ويكرمسينغ » في أكتوبر السابق وحل مجلس الوزراء.
واأيضاً نقضت المحكمة العليا أفعاله، لكن لم يُسمح لرئيس الوزراء بالدخول إلى اجتماعات مجلس الأمن منذ أكتوبر، مما تركه هو وحكومته بعيدة عن المعلومات الاستخباراتية.
ولم يتضح ما الإجراء الذي اتُخذ بعد التهديدات، وقالت السلطات إنها تعرف أين تدربت الجماعة وإنه كان لديها منازل آمنة، لكنها لم تحدد هوية أي من الانتحاريين، الذين تم انتشال جثثهم، أو العشرات من المشتبه بهم الآخرين الذين تم احتجازهم.
وقال وزير الصحة « راجيا سينا رأتني » إن جميع المفجرين كانوا سريلانكيين، لكن السلطات قالت إنهم يشتبهون بقوة في وجود صلات أجنبية.
أيضا غير واضح ما هو الدافع من العملية الانتحارية، إن تاريخ الأغلبية البوذية في سريلانكا (البلد الذي يبلغ عدد سكانه 21 مليون نسمة، بما في ذلك الأقليات الهندوسية والإسلامية والمسيحية الكبيرة) مليء بالصراعات العرقية والطائفية.