خلال لقاء أجراه موقع “إرم نيوز” مع الفنان القدير يوسف شعبان، وأبدى من خلال حديثه أنه متابع لمجريات الأوضاع في مصر ليس على الصعيد الفني وحسب بل وعلى الصعيد السياسي والمجتمعي أيضا، على الرغم من عدم ظهوره الكامل فنيا خلال الآونة الأخيرة، وأفصح يوسف شعبان عن بعض ما تكتنزه خزانة أسراره، وكشف شعبان المعروف بجرأته المعهودة عن آراء حادة حول شخصيات تاريخية، قد يراها البعض صادمة، وفي هذه المقال نرصد جوانب من بعض الآراء وقراءات الفنان القدير يوسف شعبان للواقع الفني والسياسي الحالي وربطه بعين التاريخ بمجريات الأمس.
يوسف شعبان وآراء حادّة بشخصيات تاريخية
كيف أساء جمال عبد الناصر لمصر؟
كشف الفنان يوسف شعبان بجرأة معهودة فيه عن رأيه في شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقد يراه البعض صادما، حيث تذكر شعبان واقع الفن في بداياته عقب ثورة يوليو 1952 وقال: “في البداية، يجب أن تعرف أنني أحب مصر وأغار عليها جدًا، لكني أرى أن عبد الناصر روّج للشيوعية باسم الاشتراكية و”المهلبية” والمسميات الغريبة التي ظهرت في تلك المرحلة، وبرأيي فإن عبدالناصر أساء إلى مصر، ونحن ندفع ثمن أخطاء تلك المرحلة حتى هذه اللحظة بكل أسف”.
المخابرات جندت فنانات واضطهدتهنَّ
وأشار شعبان في حديثه إلى أن ما كان قد أُشيع حول تجنيد صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات في فترة عبد الناصر، لفنانات واضطهدهنَّ كان صحيحا، حيث تم تجنيد عددا من الفنانات بحجة خدمة الوطن، مما كان من بعضهن الهرب فقد هربت الفنانة مريم فخرالدين، وكذلك هرب الفنانة فاتن حمامة إلى باريس وبقيت بعيدة عن مصر لفترة طويلة، وأضاف شعبان: “سعاد حسني قتلت عندما قررت كتابة مذكراتها؛ وهذا دليل على أن ما كتبته كان خطيرًا جدًا ويحمل الإدانة لأشخاص من العيار الثقيل”.
وتابع قائلا: “تم إنشاء مؤسسة سينما عقب ثورة 52، لكن كان دورها ينحصر في تقديم أعمال تمتدح الثورة وتنتقد المَلكية، وقد قدمت أعمالاً فاشلة، لأن إبداع الإنسان يظهر حين يكون حرًا، ومتى ما تم توجيهه يسقط، وبالتالي تفشل الأعمال الفنية ولا تحقق أيَّ صدى”.
مصر بين الحاضر والماضي بعيون يوسف شعبان
وحاول الفنان يوسف شعبان أن يقارن بين حاضر مصر وماضيها من خلال الحديث عن بداياته في الفن وتاريخه الفني، وقال: “على الرغم من كل شيء، فالماضي بالنسبة لي يحمل كلَّ معنى جميلٍ، يكفي أن تعرف أن مصر كانت جميلة ويحكمها النظام، أما الآن فنحن نشهد انهيارًا في كل شيء، فقد تراجعنا فنيًا وأخلاقيًا، وما عليك إلا أن تقود سيارتك في أي مكان حتى تلمس ذلك”.
البدابات
وتذكر شعبان بداياته مع الفن قائلًا: “درست في بدايات حياتي في كلية الحقوق، وكان الإعلامي الراحل إبراهيم نافع والفنان سعيد عبدالغني والعديد غيرهما زملاء معي في الكلية نفسها، وفيها شاركت مع فريق التمثيل في الجامعة، ذات يوم قدَّمت دورًا مهمًا في مسرحية هاملت فشاهدني الفنانان القديران الراحلان عبدالله غيث وكرم مطاوع فنال أدائي إعجابهما فنصحني عبدالله غيث بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وبالفعل استجبت للنصيحة وتركت كلية الحقوق وبدأت مسيرتي مع احتراف التمثيل”، وبشأن الشهرة الواسعة التي نالها الفنان شعبان قال: “أدين بشهرتي لمسلسل الشهد والدموع الذي أعتبره النقلة الكبيرة في مشواري الفني، إذ توالت بعدها الأعمال الفنية المهمة عليّ”.
كيف يرى يوسف شعبان تاريخه الفني وهل من محطات ندم؟
وأوضح الفنان يوسف شعبان بشأن تاريخه الفني وعن مدى رضاه عما قدمه خلال مسيرته الفنية الطويلة من أعمال فنية فقال: ” الحمدلله، حصلت على حفي في السينما والتلفزيون أيضًا، وحين أتأمل أرشيفي الفني أجد أني قدمت العديد من الأعمال المهمة في السينما على غرار “ميرامار” للروائي العالمي نجيب محفوظ و”معبودة الجماهير” أمام الفنانة شادية، وغيرهما من الأعمال”.
وفي معرض الرد عن سؤال حول ما إذا كان قد ندم على تقديمه أيّاً من أعماله الفنية في حياته وخاصة تلك الأعمال التي أثارت الجدل مثل فيلم “حمام الملاطيلي” مع الفنانة شمس البارودي، يقول في هذا الصدد: “قامت الدنيا ولم تقعد، لأنني قدمت دور الشاب الشاذ، لكنني كنت مؤمنًا بالفيلم، وأرى أنه فيلم رائع، لأنه كشف عن مصر الضائعة المليئة بالشروخ، إذ حمل إسقاطات سياسية على تردي أوضاع مصر آنذاك”.
ويتابع مؤكدا على عدم ندمه عن أي عمل قام به: “لست نادمًا على الأفلام التي صورتها في بيروت وتركيا، فعندما سمعت أن الفنانة نادية لطفي سوف تعمل مع مخرج سيّئ السمعة، تحدثت معها وعاتبتها، فردَّت عليَّ قائلة: “معاك خمسة جنيه”؟، سكت طبعًا لأني أدركت أنها اضطرت للعمل من أجل المال وتدبير شؤون الحياة، لذا أنا -أيضًا- لست نادمًا على أي شيء”.
لماذا فكّر يوسف شعبان بالاعتذار عن الجزء الثاني من رأفت الهجان؟
بعد مشاركة الفنان يوسف شعبان في بطولة الجزء الأول من المسلسل الشهير رأفت الهجان، فكّر بالاعتذار عن المشاركة في الجزء الثاني من المسلسل، وكشف شعبان عن السبب قائلا: “لست وحدي من فكر بالاعتذار بل يسرا أيضًا؛ وذلك لأن مؤلف العمل صالح مرسي، حوّل البطل إلى رجل كل همّه وحياته النساء والغراميات، وهذا أمر لم يعجبني لأني اعتبرت أن فكرة العمل وطنية، ولكن صفوت الشريف -والذي كان يشغل منصب وزير الإعلام آنذاك- جلس معي وأقنعني بالاستمرار فيه”.
فن هذه الأيام.. فن مطاوي ورشاشات
ومن وجهة نظر الفنان يوسف شعبان حول الفن في الوقت الحالي فإنه يرى أنّ الأعمال التي تُقدّم هذه الأيام هو فن هدّام للمجتمع ولا يبنيه وقال: “الفن في هذه الأيام يهدِم ولا يساهم في بناء المجتمع، وهو فن المطاوي والرشاشات، ولا أعرف ما الذي حدث حتى صار عندنا كل هذا الكم من الأعمال السلبية”.