أحمد مكي: مرسي رئيس برتبة إنسان وشعرت بالإهانة عندما لم نستطع دخول الإتحادية بسبب الإعتصامات ومبارك أفضل من السيسي كثيراً
أجرت صحيفة المصريون حواراً مع المستشار أحمد مكي، وزير العدل إبان فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، أسئلة كثيرة يجيب عنها مكي خلال هذا الحوار منها كيف كان يعامل السيسي مرسي وباقي الوزراء حينماكان وزيراً للدفاع، وماذا كان يضمر السيسي تجاه مرسي، وكيف كانت تدار الأمور في مجلس الوزراء.. وإلى حضراتكم نصف الحوار.
- كانت تلك هي المرة الأولى التي تقوم خلالها بتولي وزارة العدل بحكومة هشام قنديل، صف لنا كيف كنت تر ىالأمور في هذه الفترة؟
- لقد كنت جزءاً من شئون العاملين ولم أكن جزءاً من حكومة هشام قنديل، فحكومة قنديل لم تكن قادرة على فعل شيء، وكل من كان يشاهدها كان يعلم أنها حكومة بدون أنياب، في جميع الدول الديمقراطية تكون القرارات للحكومة، ويناقش مجلس الوزراء السياسات العامة وليس الرئيس، لكن لا أتفهم لماذا إقتنع المصريون ووسائل الإعلام بأن الرئيس هو من يفعل كل شيء، الحكومة كانت مصابة بالعجز، والشعب لم يكن يعرف حجم التحديات، كل مالكهرباء تقطع الناس تقول “الله يخرب بيتك يا مرسي”، دون النظر إلى حجم المشاكل التي كانت تزداد على عاتق الحكومة يوماً بعد الآخر.
- نفهم مما تقول أن الحكومة كانت تواجه العديد من التحديات. فما هو دورك في رفع الحمل عن كاهل الحكومة في تلك الفترة؟
واجهتني العديد من التحديات ففي فترة م نالوقت لم أكن قادراً على حراسة المحاكم في البلاد، وتعرضت المحكمة الدستورية العليا للحصار، وقد كنت أصرخ بأنه يجب أن يتم فك هذا الحصار بأي شكل من الأشكال، وقد قمت بمخاطبة الشرطة متمثلة في محمد إبراهيم وزير الداخلية الذي كان يرفض دائماً فض الإعتصامات وكان يجيب بـ “ما أفضش..ما أقدرش” وكل هذا الكلام مسجل حتى الآن.
- لماذا لم تطلب من عبد الفتاح السيسي التدخل في حينها وفك الحصار عن المحكمة الدستورية
مين قال إن أنا معملتش كده.. أنا فعلاً كلمت الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع حينها وقلتله لازم الجيش يتدخل لحماية المحاكم عشان تعرف تشتغل، لكن السيسي أجاب حينها بأن الجيش مسئول عن حماية الحدود فقط، ولا يصح أن يكون متواجداً داخل البلاد، حيث أن تواجده في الداخل أثناء حكم المجلس العسكري السابق أثرت على قدرته وجاهزيته، وبناءاً على هذا لن أستطيع أن أرسل لك حتى شرطة عسكرية.
- أنت عاصرت كل من المشير طنطاوي وعبد الفتاح السيسي، هل إختلفت الأوضاع بوزارة الدفاع بإختلاف الرجلين؟
لا توجد حكومة بغير قوة، والقوة التي تمتلكها الدولة هي الجيش والشرطة، وقد قلت للمشير طنطاوي في أحد المرات، لا يوجد حكومة تستطيع العمل دون سيف، أنت السيف وأنا الغمدن لكن أنا غمدي فاضي، لأن الحكومة لا تمتلك سيفاً، كل ما كان يشغلني حينها هو الدولة، لكن التظاهرات والإعتصامات بدأت منذ اليوم الأول لدخولي الحكومة ولم تهدأ مطلقاً.
- كيف كان يتعامل مرسي مع إعتصامات الإتحادية والتظاهرات الفئوية وهل كانت حقيقية ام مفتعلة؟
قلت لمرسي أكثر من مرة “ياريس الناس اللي قاعدة في التحرير وفي الشوارع دي خطر” ومعدلات الإضراب كانت بتزيد يوم بعد التاني، خطوط السكك الحديد كان يتم قطعها بمعدلات تزيد عن 5 مرات يومياً، هذه الغعتصامات كانت مفتعلة من قبل بعض الجهات من أجل إعاقة مرسي ومنعه من ممارسة عمله، وقد طالبت حينها بقانون التظاهر وتعرضت للستم والسب بسبب هذا الأمر.
- كيف مارست الحكومة عملها أثناء إعتصام قصر الإتحادية؟
لكي أن تتخيلي أن وزير عدل دولة عريقة مثل مصر، لايكون قادراً على إستقبال وزراء ال عدل العرب في مقر جامعة الدول العربية، وأن الحكومة بأككملها لا تستطيع عقد إجتماعها داخل مقر الجامعه، لقد شعرت بإهانة كبيرة لهذا الأمر، من المفترض أن يتواجد وزراء العدل العرب كل عام في جامعة الدول العربية، لكننا فوجئنا بأمن يؤكد “مش هينفع الإجتماع في جامعة الدول العربية” لوجود إعتصام في ميدان التحرير القريب منها ووجودكم هنا خطر، وسيتم عقد الإجتماع بجوار المطار بمصر الجديدة.
- هل تتوقع أن تحدث مصالحة بين الإخوان والدولة.. ولماذا دائماً تتهم الإخوان بعرقلتها؟
المصالحة لن تتم إلا إن أتت خطوتها الأولى من قبل النظام، البلد لن يستمر حالها بهذا الشكل أبداً.
- ما رأيك في حرب تكسير العظام التي ظهرت مؤخراً بين السيسي وشفيق؟
يجب أن يتوقف النظام في مصر عن إتهاماته التي يوجهها لكل من يخالفونه الرأي بانهم إخوان أو متآمرون، ويجب أن نخرج من دائرة إدارة الفرد الواحد للدولة، منذ أن تولت البلاد العقلية العسكرية وهي في محاولات مستمرة من أجل تدمير كافة الحلول البديلة، أحمد شفيق موضوع على قوائم الترقب، ولا أعلم ما هو سر خوف النظام من شفيق لهذه الدرجة.
- وجودك بجانب الرئيس مرسي جعلك تتعرف عليه عن قرب.. قل لنا ما شاهدته؟
الحمد لله إنني عندما عملت في حكومة لأول مرة كانت مع الرئيس مرسي فلقد رأيت في هذا الرجل إنساناً بمعنى الكلمة، وقت الصلاة كنا نقوم جميعاً لكي نصلي في مكان واحد، الرئيس كان يصلي بجانبه عامل البوفيه والعسكري والحرس الجمهوري والوزراء في صف واحد.
من صفات الرؤساء أنهم كانوا يتحركون دائماً بطاقم سفرجية لتقديم القهوة لهم إن أرادوا، لكن مرسي لم يكن هكذا وكانوا يقدمون القهوة له بكل حب وود ولا يتعاملون معه على أنه رئيس دولة، لأنهم لا يقدمونها وهي مطلوبة منهم بل إنهم يقدمونها لأنهم يريدون هذا.. كان جواص غنسانياً بمعنى الكلمة.
لم أر ملمحاً إنسانيا سوى في عهد مرسي، هذا الرجل الذي كان من الممكن أن يجلس معك ويشكي لك همه بينما أي رئيس في العالم دائماً ما يسعى أن يعطي صورة لنفسه على أنه وحش من الوحوش من أجل أن يخاف الشعب منه.
- أكثر شخص متشائم لم يكن ليتوقع أن تسير الأمور في مصر وتصل إلى هذا الحد.. هل تتوقع إعدام مرسي؟
مرسي لن يعدم ولا يجوز إعدام أول رئيس إنسان حكم مصر، نحن الآن تحكمنا آلة، بعد أن كنا أحراراً يحكمنا رئيس إنسان يقدر الإنسان ويحترم حقوقه ويضعه فوق كل إعتبار.
- ان ارنا بين فترة حكم مبارك والسيسي فأيهما تفضل ولماذا؟
على الرغم من أنني من المعارضين لنظام مبارك، إلا أن نظام مبارك أفضل من السيسي بكثير، فالشعب كان يشعر بالأمان ولم تكن ممارسات الشرطة كهذه الأيام، فالقتل بعد مبارك أكثر ألف مرة.